خروج الجنى من الجسد المسوس
***********************************************
***********************************************
فى صيف عام ألفين وثلاثة ميلادية أى منذ حوالى سبع سنوات كنت أجلس بمكتبى بالعريش وفى حوالى الساعة الحادية عشرة صباحا سمعت صرخة عالية من سكرتيرة مكتبى فخرجت مندفعا لأجدها تقف مذهوله أمام منظر تقشعر له الأبدان وكان بجوارها يقف أيضا مقدم شرطة كان مكلفا بالأمن للموقع الذى نعمل فيه مع قوة الحراسة وذلك لأهمية هذا الموقع على الصعيد الأمنى بالمدينة وعدد قليل من العمال والفنيين والمهندسين لايزيد عن أربعة أفراد وكلهم قد ألجمتهم الدهشة وقفوا جميعا مكتوفى الأيدى أمام هذاالمنظر الغريب ورأيت أحد العمال ويسمى " جمال " وهذا هو إسمه الحقيقى وأكتفى بهذا الإسم ولاداعى لذكر باقى إسمه وجدته ملقى على الأرض بجوار السلم بين حائطين المسافة بينهما حوالى متران ونصف ويدور بسرعة عالية جدا وكأن يدا تحركه بين الحائطين وفى كل مرة تسمع صوت إرتطامه بالحائط وأيقنت ساعتها أن هناك شيئا غير طبيعى وأنه ممسوس فسألت السكرتيرة فقالت: إن "جمال" مصاب بالصرع ومرات يجرى على غيرهدى ويحمل أشياء ثقيلة جدا كسرير حديد أو أشخاص أقوى منه جسدا وأثقل منه وزنا وبه قوة لايعادلها قوة إنسان عادى أما هذه المرة فقد زادت وكانت تلك طريقة لم نراها من قبل وإندفعت إلى مكتبى بسرعة لآتى بورقة كنت قد أعددتها من قبل بها كلمات لحديث " إبى دجانه " وغدوت أجرى نحوه وإنتظرت قريبا من الأرض ومجهزا راحة يدى اليمنى للقبض على رأسه وعندما وصل بدورانه السريع جدا - والذى لايكاد أن يرى من شدته - أمامى وضعت راحة يدى اليمنى بمنتصف رأسه تماما وشرعت أقرأ من الورقة فلم أكن أحفظها :
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ** بسم الله الرحمن الرحيم **
هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين :
إلى من طرق الباب من العمار والزوار.. أما بعد.. : فإن لنا ولكم فى الحق منعة , فإن تك عاشقا مولعا , أو فاجرا مقتحما , أو زاعما حقا , أو مبطلا . هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق ** إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون ورسلنا يكتبون ماتكتمون ** . إتركوا صاحب كتابى هذا وإنطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر** لا إله إلا هو كل شيئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ** , تغلبون , ** حم ** لاتنصرون ** حم عسق **, تفرق أعداء الله , وبلغت حجة الله , ولاحول ولاقوة إلا بالله. ** فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ** .
وعندماوضعت راحة يدى وسط رأس"جمال"تسمر فى مكانه ورفع رجليه مشدودتين عن الأرض موازية تماما لبطنه وكأننى قد وضعت سيخا من الحديد من رأسه حتى قدميه وظل هكذا حتى إنتهيت من قراءتى لتلك الكلمات وهو يرتعد ويرتعش وكأن برأسه مرغل يغلى منها دماغة أحسست بذلك فى يدى والجميع فى ذهول وأنا كنت على وضوء والله لم أكن خائفا وهذه هى "المرة الأولى والأخيرة" لمثل ذلك الموقف وقام"جمال" وهو يتصبب عرقا وقبلنى وقال : الحمد لله أشكرك ياأستاذ "فاروق" والنبى عايز كباية مية ساقعة وذهبت السكرتيرة لمكتبى وأتت بكوب ماء بارد فشربه بسرعة غير طبيعية وطلب كوبا آخر وذهبت أنا فأحضرته وشربه وحكى لى أنه خلاص إرتاح ولن يعود إلى ماسبق من صرع فالجنيتان اللتان مستانه قد ذهبتا إلى غير رجعة وحكت لى السكرتيرة وقالت : لقد أتينا له عدة مرات من قبل بشيخ وحاول معه بجلسات أن يصرف هاتين "الجنيتان" وكانتا تردا عليه وتقول له: نحن "جنيتان مسيحيتان" ونحبه ولن نتركه أبدا ولم يستطع أن يبعدهما والله ياأستاذ "فاروق"أنت بركة والحمد لله فعلتها وكانت السكرتيرة مسيحية ومخلصة جدا بالعمل وملتزمة . وقد صار "جمال" طبيعيا بعد هذه الحادثة وتوردت وجنتاه اللاتى كانتا صفراوتان دائما وكان لايستطيع الزواج بسبب هاتين "الجنيتين" وتزوج وعاش هنيئا وسعيدا بحياته والحمد لله رب العالمين .
كتبه/فاروق بن النيل
ملحوظة: الكلمات التى بين العلامتين **..... ** هى آيات قرآنية من القرآن الكريم